في سابقة هي الأولي من نوعها في مصر، وفي أول لقاء شعبي لعمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية مساء امس جمع الآلاف من مختلف فئات المجتمع وبصفة خاصة الشباب في ساقية الصاوي باعتباره احد الذين اعربوا عن نيتهم الترشح لرئاسة الجمهورية ،حيث تحدث معهم لمدة تجاوزت الثلاث ساعات حول مختلف شئون مصر الداخلية والخارجية ،واتسم الحوار بشفافية كبيرة تخللته بعض الاعتراضات والتجاوزات والاسئلة الحرجة التي اجاب عليها عمرو موسي بصراحة وديبلوماسية كبيرة، حيث بدأ حديثه بالوقوف حداد علي ارواح شهداء الثورة ثم اكد علي انه حضر الي هذا اللقاء كمواطن مصري يريد ان يعرض خلاصة فكره وخبرته علي المواطنين وان يسمع منهم ايضا .
اكد عمرو موسي علي موافقته إجراء مناظرة علنية بينه وبين الدكتور محمد البرادعي والدكتور أحمد زويل، حيث أنهما أبرز المرشحين للرئاسة في المرحلة القادمة، وقال: أوافق تماماً أن نعقد مناظرة تجمع بيننا وتكون علنيّة، ويعرض كل منا الخطط والأهداف للمرحلة القادمة واستراتيجيات النهوض بالبلاد.
كما قال موسي، ردا علي انتقاد البعض بأنه سيصبح كالرئيس السابق حسني مبارك: لا أريد ان أصبح مبارك جديد ولا يجب ان يصبح احد مبارك الجديد ولكن نريد ان تكون هناك مصر جديدة.
وقال انه اشار قبل 25 يناير باسبوع كامل ان الناس غاضبة ومحبطة وسيكون هناك انفجار، وهذا ما حدث فعلا، حيث جاء يوم 25 يناير وقام الشباب والشعب من حولهم بثورة بيضاء ادهشت العالم اجمع ووقف مزهولا امامها.
واكد موسي علي انه متفائل لمستقبل مصر مشيرا الي ان عقارب الساعة لن تعود الي الوراء ،فمصر التي ظهرت في السنوات الماضية متعبة وعجوز ستعود مصر الشابة الفتية القوية كما كانت.
وحول موقفه من ثورة 25 يناير، قال: زرت ميدان التحرير مرتين وبعد ذلك قرأت في بعض الصحف انني ذهبت لاطلب من الموجودين التهدئة وفض الاعتصام، واندهشت كثيراً مما تداولته هذه الصحف بأنني طلبت من الشباب إيقاف الثورة والذهاب إلي منازلهم.. واضاف: لا يستطيع احد ان يفعل هذا لانها ثورة ، وقد انضممت إلي الشباب ، ورددت معهم "تحيا مصر..تحيا مصر" ، ورفضت أن أردد شعارات تهاجم شخص بعينه .
وحول تصريحات سابقة له مع احد البرامج التلفزيونية بانه سيعطي صوته للرئيس السابق حسني مبارك اذا رشح نفسه ، أوضح موسي وجهة نظره وقتها قائلا: سُئلت وقتها هل تنوي الترشح للرئاسة؟ فقلت لا ، لأنه في ذلك الوقت كان يعلم الجميعً أن المادة 76 وقتها لا تسمح الا بترشيح شخصين فقط هما حسني مبارك وابنه جمال ، وعندما سُئلت مرة أخري إذا ترشح مبارك ونجله فأيهما ستختار؟ ، أجبت بأنني سأختار "مبارك" الأب " لأنه أفضل من ابنه..مضيفا: طوال فترة عملي كلها طوال السنوات الماضية ، انا من ضمن من خدموا بلدهم باخلاص ولم انافق احدا ابدا ولا اسرة ، وقال " انا مش مولود امبارح"..ونادي موسي بضرورة تحديد سلطات الرئيس ، وقال: لايجب ان يكون الرئيس مطلق السلطات لعدم حدوث لبس ولاتتدخل السلطات ببعضها ، معلنا انه سيترشح لفترة واحدة فقط (4 سنوات) ، وقال: سأرشح نفسي لفترة واحدة فقط ولن اقول انني ساظل بالرئاسة الي اخر العمر او الي اخر قطرة في دمي أو آخر نفس في روحي فهذا لن افعله ، وأضاف: الرئيس سيعلم انه بعد مدته هذه انه سيذهب وهذا في حد ذاته مهم لضمان حسن أداء الرئيس ، وابدي موافقته علي ان يتم محاسبة الرئيس من قبل مجلس الشعب بعد ذلك عن أدائه اثناء فترته في الرئاسة..كما اشار الي انه سيعلن عن برنامجه الانتخابي فور الترشح الرسمي لانتخابات الرئاسة وسيكون شاملا وسيتضمن الوضع الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ومشاكل الفقر والبطالة وسياسة الأجور..
البطالة والفقر
وقال موسي ان البطالة والفقر يشكلان عنصران رئيسيان من ال8 اهداف التي حددها العالم للتعامل مع الدول النامية وقال ان الفساد في مصر ادي لمضاعفة اعداد البطالة، بالاضافة الي عدم التخطيط فالمصانع الصغيرة اذا تم استغلالها بشكل صحيح كانت ستصبح قادرة علي ان تحل مشكلة البطالة..
كما ان الخلل في المجتمع ادي الي وجود العشوائيات وسوء الاسكان..وهذا الخلل ادي الي خلل ثم خلل ثم خلل..وقال ان اموال مصر المنهوبة يجب ان تعود وهناك اجراءات قانونية لذلك ،واقترح ان تعود الي صندوق ينفق منه علي العشوائيات ومكافحة الفقر وقال: وهذا ما سأعمل عليه في حالة فوزي بانتخابات الرئاسة وقال: الكادحون في مصر كثيرون الامة كلها امة كادحة ، من عشوائيات وغيرها.. وليس بعدد الموبايلات المستخدمة او بالسيارات الموجودة تقاس رفاهية الشعوب..
وحول صعيد مصر ، قال: الصعيد حدث له تجاهل ويجب ان يكون هناك ممر تنمية للصعيد والا يهمش النوبيون..
وردا علي مواطن من الاقصر حضر اللقاء وقال ان الاقصر الآن اصبحت مسخا ويجب معاجلة واعادة السياحة ، شدد موسي علي اهمية هذا الامر مؤكدا انه سيعالج قضية السياحة المتضررة في مصر.
وحول موقفه من ميدان التحرير ، قال: التحرير منظره أحلي بكم ، والمعتقلون يجب اخراجهم والمصابون يجب علاجهم ، وبعض ذيول النظام مازالت موجودة ويقومون بثورات مضادة وهذا خاطئ..
جهاز امن الدولة
وأكد موسي علي رفضه إلغاء جهاز أمن الدولة، وقال: دعونا لانهدم مؤسساتنا ولكن نهدم الانحراف الموجود فيها، وأضاف: لا توجد دولة بدون جهاز يحمي أمنها ، ولا يجوز أن نطالب بإلغائه، وانما بإعادة بناء منظومته من جديد ، ، مؤكدا انه سيصبح شيئا أخر بعد ذلك.. وحول دور الشرطة ، قال موسي : حان الوقت لاعادة الشرطة الي الشوارع وندعوها مرة اخري الي العودة..
وعن الفتنة الطائفية، قال موسي: مصر لم تكن بها فتنة طائفية ومنذ سنوات طويلة عاش المسلمون والأقباط في سلام دائم تحالف فيها الهلال مع الصليب ، ولابد من إعادة هذه الروح من جديد، معبراً عن سعادته عندما وجد المسلمين يؤدون الصلاة في ميدان التحرير وقت الثورة وكان المسيحيون يحرصونهم وايضا كان المسلمون يحرصون المسيحيين عند ادائهم لصلواتهم.
وبخصوص رؤيته لمستقبل مصر قال ان هناك عدة نقاط اولها هو ضرورة وجود دستور جديد يعكس رؤية الشعب ويحفظ له تراثه ويعبر عن مواقفه ،مشيرا الي ان الدستور هو في المقام الاول روح الامة وتوجهها وهدفها ثم تأتي في المقام الثاني المواد والبنود .
وقال موسي ان كتابة دستور جديد هو الواجب الاول ،معتبرا انه يجب ان يكون الخطوة الاولي التي يقودها الرئيس الجديد ،مشددا علي ضرورة ان تشكل لجنة لكتابة الدستور الجديد مكونة من كل اطياف المجتمع كالشباب والرجال والسيدات والاقباط ،مشيرا الي ان الشعب هو من يجب ان يراجع هذا الدستور ويعدل فيه لذلك فإن من الضروري ان يختار هذا الشعب من سيمثله في وضع الدستور الجديد .
وحول تفضيله لان تكون الانتخابات الرئاسية اولا ام البرلمانية قال موسي ان من الافضل ان تكون الانتخابات الرئاسية علي الأقل في العشر سنوات القادمة ؛ لأن الأحزاب المصرية الموجودة بالساحة غير مؤهلة لقيادة نظام برلماني حقيقي ، وبعد انتهاء هذه المدة من الأفضل أن يتم تطبيق النظام البرلماني .
الاخوان المسلمون
وقال موسي عن الاخوان المسلمين انهم جزء من المجتمع المصري وأضاف: لا يمكن ان نسير علي اساس العزل او الاستبعاد ويجب ان يشارك الكل في الحياة السياسية المصرية.. مؤكدا علي حقهم في الترشح للرئاسة وقال: مشاركتهم مهمه والناخبون هم من يحكمون علي البرامج الانتخابية..وحول موقفه من انشاء حزب للاقباط في مصر اسوة بالاخوان ، قال موسي: يجب ان يكون للجميع احزاب ولكن المهم الا تعمل علي تجذير الفرقة ، ويجب الا يستبعد احد من تشكيل حزب فمن لديه المقدرة فيقوم بالتشكيل ، واكد ان الاهم من هذا وذاك الا تدخل الدين في السياسة ولا السياسة في الدين..كما ان المراة والشباب يجب ان يرتفع تمثيلهم في المناصب العليا في الدولة..
كما قال: بلد كبير كمصر له مكانته ودوره التاريخي والمعاصر يجب ان تسير وفق خطة محددة وخطوات عاجلة: كالغاء قانون الطوارئ واستقلال القضاء مشيرا في هذا الصدد الي ضرورة تنفيذ الاحكام التي يصدرها القضاء..كما طالب بالغاء غابة القوانين التي تدير المجتمع قائلا ان بعضها تحظر وتقرر وتنتهي بالا اذا وهذا يلغيها ، فيجب ان تتراجع هذه القوانين..كما قال: نريد مجتمع لاتفرقة فيه ، الكل سواء وعليه حق لخدمة المجتمع ، نحن جميعا رجل واحد وامراة واحدة مسلم ومسيحي..
كما شدد ان مصر بنجاحها في اصلاح الاوضاع التي عوجت سوف تعود الي دورها الاقليمي الذي تمثل في مشاكل المياه والعلاقات المصرية العربية وبالطبع تاتي العلاقات الي اعادة بناء مجتمعنا..والكل منتظر مصر ودورها وعقلها في قيادة المنطقة ولمصر دوائر كثيرة فالعرب لديهم فراغ كبير حاول البعض سده ولكنهم لم ينجحوا وانما مصر نجحت.واشار الي ان مصر يجب ان تتقدم ويجب ان تكون علي راس الامم وهذا ليس صعب ويجب التفاؤل بذلك..واضاف ان المجتمع المصري حدث به خلل كبير جدا لا يتماشي مع وضع التوازن في المجتمع ، واري ان هذا العصر يحتم ان نتجه نحو الاقتصاد الحر كقدم تدعمه قدم اخري هي العدالة الاجتماعية فيهما قدمان لجسد واحد،كما اتفق مع احد المقترحات التي قدمت له بأن يكون سداد الرسوم لقناة السويس بالجنية المصري وليس بالدولار حتي ندعم قيمة الجنيه.
وعن اتفاقية تصدير الغاز لاسرائيل قال موسي انه يجب وضع تلك الاتفاقية موضع البحث مضيفا ان مصر لا تقبل ان تكون ساذجة او ضحية امر تتعامل علي اساس الفساد الذي كان موجوداً قبل ذلك.. كما أكد أن مصر لن تقبل بأي تطبيع مجاني، وأن ذلك كان موقف الجامعة العربية ولا يزال. وبخصوص موقف موسي من دولة اسرائيل اذا اصبح رئيسا ، قال: لابد ان نقر بالامر الواقع فاسرائيل الآن دولة وهذا واضح ولا يجوز أن نكتفي بإطلاق شعارات رنانة وانما نرفض السياسة الاسرائيلية وما ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني ونتعامل معها علي هذا الاساس ، ، وسنبذل قصاري جهدنا لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية..ومن يقول غير ذلك " يبقي بنضحك علي بعض" مشيرا الي اننا كمصريين يجب ان نكون واضحين وان نرسي مبدأ السلام .
مصر وفلسطين
وأبدي موسي رفضه التام لإقامة الجدار العازل بين مصر وفلسطين ، وقال: هذا الجدار لابد أن يُهدم ونمحوه تماماً، والأولي أن نشيد جداراً يفصل بين إسرائيل والضفة الغربية بدلاً من أن نشيد جداراً يمنعنا عن أشقائنا.
وحول الملف النووي ، قال موسي: هذه قضية مهمة جدا ، فنجد ان النشاط النووي موجود في المنطقة الآن من خلال البرنامج النووي الاسرائيلي وهذا يمثل مشكلة رئيسية ، كما يوجد ايضا احتمالات وجود برنامج نووي ايراني..اي ان هناك برنامجين نووين بالمنطقة فقط..والدول العربية ليس لها اية برامج ، واكد ان الجامعة العربية طالبت كافة الدول العربية من قبل ان تدخل في برامج نووية تستخدم للاغراض السلمية حتي تنشط العلوم والعلماء في هذا المجال..وعبر عن سعادته الكبيرة بقرار مصر انشاء 3 محطات نووية للاغراض السلمية في الضبعة ولكن قال غياب معامل البحث النووي في مصر يجعل العلماء المصريين يغادرون..
واكد ان العلم والتكنولوجيا يجب ان يكون لهما مكان رئيسي في مصر..وقال عن الدكتور احمد زويل " نلجأ له في النواحي العملية فقط".. وأكد ان البحث العلمي في مصر متخلف تماما ولا يضيف لمصر شيئا.
المعونة الامريكية
وبسؤاله عن موقفه من المعونة الأمريكية ، قال موسي: الولايات المتحدة دولة مهمة واساسية في النظام العالمي بل هي الأولي، وليس من مصلحة مصر ان تكون علاقاتها مضطربة معها، بل يجب ان تكون العلاقة صحية ومتوازنة.وحول قضية مياه حوض النيل ، اكد موسي ان كل الاتفاقيات طويلة الاجل التي تتعلق بثروات مصر يجب ان يعاد النظر فيها ، وهذه القضية لا تشكل ازمة صغيرة وانما استراتيجية طويلة الامد لمصر التي هي هبة النيل ،مضيفا: حين تعود مصر قوية فتية وتقف بممثليها ستكون الأمور جيدة، مؤكدا ان هذا الموضوع يجب ان يوضع في موضعه الصحيح من الامن القومي والقانونيين والفنيين والسياسيين.
انفصال السودان
وحول مهاجمة بعض الحضور لموسي بان السوادن قد انفصل في عهده وماذا فعلت الجامعة العربية لتحول دون ذلك؟ ، ابدي موسي استغرابه الشديد من هذا التساؤل ، وقال : وكأنني وحدي المسئول؟! ، واكد انه حاول من خلال منصبه كأمين عام للجامعة العربية ضخ أموال عربية كثيرة جدا للاستثمار هناك ودعم الوحدة في السودان ، ولكننا لم ننجح لان الاموال لم تذهب هناك.. وقال يجب الا ننساق وراء الغوغاء التي تحاول ان تُفقد الحلقة الوحيدة التي تربط العرب ، مؤكدا ان الخلاف كان دائما بين ال22 دولة عربية ، ومازالت مختلفة حتي الآن ، وقال ان هناك ايادي خفية كثيرة تلعب في هذه الدول ادي الي ذلك الحال..
وحول الاعتراض علي موقف الجامعة العربية من ليبيا وما يرتكب فيها من مذابح تجاه الشعب ، قال موسي: إن الجامعة العربية قامت بتجميد عضوية ليبيا، وهذه أول مرة تقوم فيها الجامعة بتجميد عضوية دولة عربية وذلك بسبب ما ترتكبه من جرائم في حق شعبها ، مشيرا إلي أنه طلب عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية بعد غد السبت لتناول تفاصيل القضية الليبية ، مؤكداً علي أنه هناك الكثير من الخطوات التي سوف تتخذ ضد الحكومة الليبية في الفترة المقبلة.وحول المصريين في الخارج قال موسي: انه لسوء ادارة مصر في الفترات الاخيرة دفع الكثير من الشباب للهجرة الي الخارج..واضاف ان خدمة المصريين بالخارج مسئولية اساسية للسفارات والقنصليات المصرية ، موضحا ان عدد المصريين في الخارج وصل الي 8 ملايين مواطن وطالب بضرورة اعطائهم حق التصويت في الانتخابات القادمة..
اكد عمرو موسي علي موافقته إجراء مناظرة علنية بينه وبين الدكتور محمد البرادعي والدكتور أحمد زويل، حيث أنهما أبرز المرشحين للرئاسة في المرحلة القادمة، وقال: أوافق تماماً أن نعقد مناظرة تجمع بيننا وتكون علنيّة، ويعرض كل منا الخطط والأهداف للمرحلة القادمة واستراتيجيات النهوض بالبلاد.
كما قال موسي، ردا علي انتقاد البعض بأنه سيصبح كالرئيس السابق حسني مبارك: لا أريد ان أصبح مبارك جديد ولا يجب ان يصبح احد مبارك الجديد ولكن نريد ان تكون هناك مصر جديدة.
وقال انه اشار قبل 25 يناير باسبوع كامل ان الناس غاضبة ومحبطة وسيكون هناك انفجار، وهذا ما حدث فعلا، حيث جاء يوم 25 يناير وقام الشباب والشعب من حولهم بثورة بيضاء ادهشت العالم اجمع ووقف مزهولا امامها.
واكد موسي علي انه متفائل لمستقبل مصر مشيرا الي ان عقارب الساعة لن تعود الي الوراء ،فمصر التي ظهرت في السنوات الماضية متعبة وعجوز ستعود مصر الشابة الفتية القوية كما كانت.
وحول موقفه من ثورة 25 يناير، قال: زرت ميدان التحرير مرتين وبعد ذلك قرأت في بعض الصحف انني ذهبت لاطلب من الموجودين التهدئة وفض الاعتصام، واندهشت كثيراً مما تداولته هذه الصحف بأنني طلبت من الشباب إيقاف الثورة والذهاب إلي منازلهم.. واضاف: لا يستطيع احد ان يفعل هذا لانها ثورة ، وقد انضممت إلي الشباب ، ورددت معهم "تحيا مصر..تحيا مصر" ، ورفضت أن أردد شعارات تهاجم شخص بعينه .
وحول تصريحات سابقة له مع احد البرامج التلفزيونية بانه سيعطي صوته للرئيس السابق حسني مبارك اذا رشح نفسه ، أوضح موسي وجهة نظره وقتها قائلا: سُئلت وقتها هل تنوي الترشح للرئاسة؟ فقلت لا ، لأنه في ذلك الوقت كان يعلم الجميعً أن المادة 76 وقتها لا تسمح الا بترشيح شخصين فقط هما حسني مبارك وابنه جمال ، وعندما سُئلت مرة أخري إذا ترشح مبارك ونجله فأيهما ستختار؟ ، أجبت بأنني سأختار "مبارك" الأب " لأنه أفضل من ابنه..مضيفا: طوال فترة عملي كلها طوال السنوات الماضية ، انا من ضمن من خدموا بلدهم باخلاص ولم انافق احدا ابدا ولا اسرة ، وقال " انا مش مولود امبارح"..ونادي موسي بضرورة تحديد سلطات الرئيس ، وقال: لايجب ان يكون الرئيس مطلق السلطات لعدم حدوث لبس ولاتتدخل السلطات ببعضها ، معلنا انه سيترشح لفترة واحدة فقط (4 سنوات) ، وقال: سأرشح نفسي لفترة واحدة فقط ولن اقول انني ساظل بالرئاسة الي اخر العمر او الي اخر قطرة في دمي أو آخر نفس في روحي فهذا لن افعله ، وأضاف: الرئيس سيعلم انه بعد مدته هذه انه سيذهب وهذا في حد ذاته مهم لضمان حسن أداء الرئيس ، وابدي موافقته علي ان يتم محاسبة الرئيس من قبل مجلس الشعب بعد ذلك عن أدائه اثناء فترته في الرئاسة..كما اشار الي انه سيعلن عن برنامجه الانتخابي فور الترشح الرسمي لانتخابات الرئاسة وسيكون شاملا وسيتضمن الوضع الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ومشاكل الفقر والبطالة وسياسة الأجور..
البطالة والفقر
وقال موسي ان البطالة والفقر يشكلان عنصران رئيسيان من ال8 اهداف التي حددها العالم للتعامل مع الدول النامية وقال ان الفساد في مصر ادي لمضاعفة اعداد البطالة، بالاضافة الي عدم التخطيط فالمصانع الصغيرة اذا تم استغلالها بشكل صحيح كانت ستصبح قادرة علي ان تحل مشكلة البطالة..
كما ان الخلل في المجتمع ادي الي وجود العشوائيات وسوء الاسكان..وهذا الخلل ادي الي خلل ثم خلل ثم خلل..وقال ان اموال مصر المنهوبة يجب ان تعود وهناك اجراءات قانونية لذلك ،واقترح ان تعود الي صندوق ينفق منه علي العشوائيات ومكافحة الفقر وقال: وهذا ما سأعمل عليه في حالة فوزي بانتخابات الرئاسة وقال: الكادحون في مصر كثيرون الامة كلها امة كادحة ، من عشوائيات وغيرها.. وليس بعدد الموبايلات المستخدمة او بالسيارات الموجودة تقاس رفاهية الشعوب..
وحول صعيد مصر ، قال: الصعيد حدث له تجاهل ويجب ان يكون هناك ممر تنمية للصعيد والا يهمش النوبيون..
وردا علي مواطن من الاقصر حضر اللقاء وقال ان الاقصر الآن اصبحت مسخا ويجب معاجلة واعادة السياحة ، شدد موسي علي اهمية هذا الامر مؤكدا انه سيعالج قضية السياحة المتضررة في مصر.
وحول موقفه من ميدان التحرير ، قال: التحرير منظره أحلي بكم ، والمعتقلون يجب اخراجهم والمصابون يجب علاجهم ، وبعض ذيول النظام مازالت موجودة ويقومون بثورات مضادة وهذا خاطئ..
جهاز امن الدولة
وأكد موسي علي رفضه إلغاء جهاز أمن الدولة، وقال: دعونا لانهدم مؤسساتنا ولكن نهدم الانحراف الموجود فيها، وأضاف: لا توجد دولة بدون جهاز يحمي أمنها ، ولا يجوز أن نطالب بإلغائه، وانما بإعادة بناء منظومته من جديد ، ، مؤكدا انه سيصبح شيئا أخر بعد ذلك.. وحول دور الشرطة ، قال موسي : حان الوقت لاعادة الشرطة الي الشوارع وندعوها مرة اخري الي العودة..
وعن الفتنة الطائفية، قال موسي: مصر لم تكن بها فتنة طائفية ومنذ سنوات طويلة عاش المسلمون والأقباط في سلام دائم تحالف فيها الهلال مع الصليب ، ولابد من إعادة هذه الروح من جديد، معبراً عن سعادته عندما وجد المسلمين يؤدون الصلاة في ميدان التحرير وقت الثورة وكان المسيحيون يحرصونهم وايضا كان المسلمون يحرصون المسيحيين عند ادائهم لصلواتهم.
وبخصوص رؤيته لمستقبل مصر قال ان هناك عدة نقاط اولها هو ضرورة وجود دستور جديد يعكس رؤية الشعب ويحفظ له تراثه ويعبر عن مواقفه ،مشيرا الي ان الدستور هو في المقام الاول روح الامة وتوجهها وهدفها ثم تأتي في المقام الثاني المواد والبنود .
وقال موسي ان كتابة دستور جديد هو الواجب الاول ،معتبرا انه يجب ان يكون الخطوة الاولي التي يقودها الرئيس الجديد ،مشددا علي ضرورة ان تشكل لجنة لكتابة الدستور الجديد مكونة من كل اطياف المجتمع كالشباب والرجال والسيدات والاقباط ،مشيرا الي ان الشعب هو من يجب ان يراجع هذا الدستور ويعدل فيه لذلك فإن من الضروري ان يختار هذا الشعب من سيمثله في وضع الدستور الجديد .
وحول تفضيله لان تكون الانتخابات الرئاسية اولا ام البرلمانية قال موسي ان من الافضل ان تكون الانتخابات الرئاسية علي الأقل في العشر سنوات القادمة ؛ لأن الأحزاب المصرية الموجودة بالساحة غير مؤهلة لقيادة نظام برلماني حقيقي ، وبعد انتهاء هذه المدة من الأفضل أن يتم تطبيق النظام البرلماني .
الاخوان المسلمون
وقال موسي عن الاخوان المسلمين انهم جزء من المجتمع المصري وأضاف: لا يمكن ان نسير علي اساس العزل او الاستبعاد ويجب ان يشارك الكل في الحياة السياسية المصرية.. مؤكدا علي حقهم في الترشح للرئاسة وقال: مشاركتهم مهمه والناخبون هم من يحكمون علي البرامج الانتخابية..وحول موقفه من انشاء حزب للاقباط في مصر اسوة بالاخوان ، قال موسي: يجب ان يكون للجميع احزاب ولكن المهم الا تعمل علي تجذير الفرقة ، ويجب الا يستبعد احد من تشكيل حزب فمن لديه المقدرة فيقوم بالتشكيل ، واكد ان الاهم من هذا وذاك الا تدخل الدين في السياسة ولا السياسة في الدين..كما ان المراة والشباب يجب ان يرتفع تمثيلهم في المناصب العليا في الدولة..
كما قال: بلد كبير كمصر له مكانته ودوره التاريخي والمعاصر يجب ان تسير وفق خطة محددة وخطوات عاجلة: كالغاء قانون الطوارئ واستقلال القضاء مشيرا في هذا الصدد الي ضرورة تنفيذ الاحكام التي يصدرها القضاء..كما طالب بالغاء غابة القوانين التي تدير المجتمع قائلا ان بعضها تحظر وتقرر وتنتهي بالا اذا وهذا يلغيها ، فيجب ان تتراجع هذه القوانين..كما قال: نريد مجتمع لاتفرقة فيه ، الكل سواء وعليه حق لخدمة المجتمع ، نحن جميعا رجل واحد وامراة واحدة مسلم ومسيحي..
كما شدد ان مصر بنجاحها في اصلاح الاوضاع التي عوجت سوف تعود الي دورها الاقليمي الذي تمثل في مشاكل المياه والعلاقات المصرية العربية وبالطبع تاتي العلاقات الي اعادة بناء مجتمعنا..والكل منتظر مصر ودورها وعقلها في قيادة المنطقة ولمصر دوائر كثيرة فالعرب لديهم فراغ كبير حاول البعض سده ولكنهم لم ينجحوا وانما مصر نجحت.واشار الي ان مصر يجب ان تتقدم ويجب ان تكون علي راس الامم وهذا ليس صعب ويجب التفاؤل بذلك..واضاف ان المجتمع المصري حدث به خلل كبير جدا لا يتماشي مع وضع التوازن في المجتمع ، واري ان هذا العصر يحتم ان نتجه نحو الاقتصاد الحر كقدم تدعمه قدم اخري هي العدالة الاجتماعية فيهما قدمان لجسد واحد،كما اتفق مع احد المقترحات التي قدمت له بأن يكون سداد الرسوم لقناة السويس بالجنية المصري وليس بالدولار حتي ندعم قيمة الجنيه.
وعن اتفاقية تصدير الغاز لاسرائيل قال موسي انه يجب وضع تلك الاتفاقية موضع البحث مضيفا ان مصر لا تقبل ان تكون ساذجة او ضحية امر تتعامل علي اساس الفساد الذي كان موجوداً قبل ذلك.. كما أكد أن مصر لن تقبل بأي تطبيع مجاني، وأن ذلك كان موقف الجامعة العربية ولا يزال. وبخصوص موقف موسي من دولة اسرائيل اذا اصبح رئيسا ، قال: لابد ان نقر بالامر الواقع فاسرائيل الآن دولة وهذا واضح ولا يجوز أن نكتفي بإطلاق شعارات رنانة وانما نرفض السياسة الاسرائيلية وما ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني ونتعامل معها علي هذا الاساس ، ، وسنبذل قصاري جهدنا لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية..ومن يقول غير ذلك " يبقي بنضحك علي بعض" مشيرا الي اننا كمصريين يجب ان نكون واضحين وان نرسي مبدأ السلام .
مصر وفلسطين
وأبدي موسي رفضه التام لإقامة الجدار العازل بين مصر وفلسطين ، وقال: هذا الجدار لابد أن يُهدم ونمحوه تماماً، والأولي أن نشيد جداراً يفصل بين إسرائيل والضفة الغربية بدلاً من أن نشيد جداراً يمنعنا عن أشقائنا.
وحول الملف النووي ، قال موسي: هذه قضية مهمة جدا ، فنجد ان النشاط النووي موجود في المنطقة الآن من خلال البرنامج النووي الاسرائيلي وهذا يمثل مشكلة رئيسية ، كما يوجد ايضا احتمالات وجود برنامج نووي ايراني..اي ان هناك برنامجين نووين بالمنطقة فقط..والدول العربية ليس لها اية برامج ، واكد ان الجامعة العربية طالبت كافة الدول العربية من قبل ان تدخل في برامج نووية تستخدم للاغراض السلمية حتي تنشط العلوم والعلماء في هذا المجال..وعبر عن سعادته الكبيرة بقرار مصر انشاء 3 محطات نووية للاغراض السلمية في الضبعة ولكن قال غياب معامل البحث النووي في مصر يجعل العلماء المصريين يغادرون..
واكد ان العلم والتكنولوجيا يجب ان يكون لهما مكان رئيسي في مصر..وقال عن الدكتور احمد زويل " نلجأ له في النواحي العملية فقط".. وأكد ان البحث العلمي في مصر متخلف تماما ولا يضيف لمصر شيئا.
المعونة الامريكية
وبسؤاله عن موقفه من المعونة الأمريكية ، قال موسي: الولايات المتحدة دولة مهمة واساسية في النظام العالمي بل هي الأولي، وليس من مصلحة مصر ان تكون علاقاتها مضطربة معها، بل يجب ان تكون العلاقة صحية ومتوازنة.وحول قضية مياه حوض النيل ، اكد موسي ان كل الاتفاقيات طويلة الاجل التي تتعلق بثروات مصر يجب ان يعاد النظر فيها ، وهذه القضية لا تشكل ازمة صغيرة وانما استراتيجية طويلة الامد لمصر التي هي هبة النيل ،مضيفا: حين تعود مصر قوية فتية وتقف بممثليها ستكون الأمور جيدة، مؤكدا ان هذا الموضوع يجب ان يوضع في موضعه الصحيح من الامن القومي والقانونيين والفنيين والسياسيين.
انفصال السودان
وحول مهاجمة بعض الحضور لموسي بان السوادن قد انفصل في عهده وماذا فعلت الجامعة العربية لتحول دون ذلك؟ ، ابدي موسي استغرابه الشديد من هذا التساؤل ، وقال : وكأنني وحدي المسئول؟! ، واكد انه حاول من خلال منصبه كأمين عام للجامعة العربية ضخ أموال عربية كثيرة جدا للاستثمار هناك ودعم الوحدة في السودان ، ولكننا لم ننجح لان الاموال لم تذهب هناك.. وقال يجب الا ننساق وراء الغوغاء التي تحاول ان تُفقد الحلقة الوحيدة التي تربط العرب ، مؤكدا ان الخلاف كان دائما بين ال22 دولة عربية ، ومازالت مختلفة حتي الآن ، وقال ان هناك ايادي خفية كثيرة تلعب في هذه الدول ادي الي ذلك الحال..
وحول الاعتراض علي موقف الجامعة العربية من ليبيا وما يرتكب فيها من مذابح تجاه الشعب ، قال موسي: إن الجامعة العربية قامت بتجميد عضوية ليبيا، وهذه أول مرة تقوم فيها الجامعة بتجميد عضوية دولة عربية وذلك بسبب ما ترتكبه من جرائم في حق شعبها ، مشيرا إلي أنه طلب عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية بعد غد السبت لتناول تفاصيل القضية الليبية ، مؤكداً علي أنه هناك الكثير من الخطوات التي سوف تتخذ ضد الحكومة الليبية في الفترة المقبلة.وحول المصريين في الخارج قال موسي: انه لسوء ادارة مصر في الفترات الاخيرة دفع الكثير من الشباب للهجرة الي الخارج..واضاف ان خدمة المصريين بالخارج مسئولية اساسية للسفارات والقنصليات المصرية ، موضحا ان عدد المصريين في الخارج وصل الي 8 ملايين مواطن وطالب بضرورة اعطائهم حق التصويت في الانتخابات القادمة..